المصابين السكري‬ ممن يعتمدون على ‫الانسولين‬، عليهم الحذر خلال ‫‏رمضان‬‬‬

15/06/2016

أكد الدكتور عبد الله الحمق المدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري، تعذر الصيام بالنسبة للمرضى يحتاجون لعدة حقن من الأنسولين في اليوم؛ لأن صيامهم يشكل خطرا أكيداً أو محققاً على صحتهم، لهذا فقد أجمع معظم الأطباء على عدم صيامهم، كما لا ينصح بصيام المصابين بالسكري وأعمارهم أقل من عشرين سنة، والحوامل المصابات بالسكري، والمصابين بالسكري المصحوب بمضاعفات غير مسيطر عليها، ولكن هناك من بين المرضى من يستطيع الصيام، خاصة المرضى الذين يتناولون الأقراص لعلاج السكر، والقليل من مرضى السكر المعتمدين على الأنسولين بدرجات بسيطة، كما أن المرضى الذين يعتمدون على الحمية فقط يمكنهم الصيام، بل إن الصوم هو فائدة عظيمة لهم مع ضرورة مراعاة الحمية.

وأشار الدكتور الحمق يصر الملايين من مرضى الأمراض المزمنة على الصيام رغم وجود رخصة الإفطار، ومن أكثر الأمراض شيوعا مرض السكري، حيث يمثل الصيام بالنسبة لهم معاناة كبيرة، خاصة في الصيف؛ نظراً لارتفاع درجات الحرارة والزيادة الكبيرة في ساعات الصوم، التي قد تصل إلى خمس عشرة ساعة أو أكثر. ولذلك يجب على مرضى السكري الاستعداد للصوم قبل رمضان بمدة زمنية كافية لا تقل عن شهر؛ لتجنب أي آثار سلبية على صحتهم، وذلك عن طريق متابعة الطبيب ليعلمه بإمكانية صومه من عدمه، وتحديد العلاج المناسب للسكر أثناء الصيام وجرعات العلاج والنظام الغذائي والبدني الذي يلتزم به المريض في حالة إمكانية صيامه، حتى لا يعرض نفسه لمجموعة كبيرة من المخاطر التي تهدد حياته.

إلى أن الجمعية القطرية للسكري تفتح أبوابها بشكل يومي ومنتظم أمام مرضى السكري فضلا عن أنها خصصت خطا ساخنا لاستقبال شكاوى واستفسارات المواطنين حول السكري وما يحتاجه المرضى من نصائح طوال الشهر.

وشدد الدكتور الحمق على أنه يجب أن يكون المريض الصائم حذرا، حيث إن هناك عددا من المخاطر يمكن أن يتعرض لها في حال الصيام، أهمها انخفاض السكر في الدم؛ وذلك لأن السكر في الدم هو بمثابة الوقود للجسم، وهناك مصدران لإنتاج السكر داخل الجسم، المصدر الأول الغذاء بما يحتويه من سكريات أو مواد أخرى تتحول داخل الجسم إلى سكريات مثل النشويات، والمصدر الثاني- ويعمل احتياطياً للمصدر الأول- هو مخزون السكر في الكبد، وعند الصيام لفترات طويلة أكثر من 6 ساعات، فإن الجسم يستنفد السكر لديه، ويحتاج إلى المخزون الموجود بالكبد، وإذا كان الإنسان يعاني من اضطراب في وظائف الكبد، أو يتناول بعض الأدوية التي تمنع الكبد من إفراز السكر من داخله، فإن هذا يؤدي إلى انخفاض السكر في الدم، والذي يؤدي بدوره إلى اضطراب في ضربات القلب، وقد يؤدي للإصابة بجلطة في القلب أو المخ، فإذا قرر مصاب السكري الصيام، وجب عليه تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر، والإكثار من شرب الماء أثناء الإفطار؛ لتجنب الجفاف، والإقلال من النشاط الجسماني خلال فترة ما بعد الظهر؛ لتجنب الانخفاض الحاد لنسبة السكر في الدم، وعدم الانتظار لموعد الإفطار عند الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم، والمبادرة بتناول شيء من السكر.

وأضاف الحمق أنه مع قدوم شهر رمضان تقع المرأة الحامل في حيرة من أمرها، فهي تريد أن تصوم لتنعم ببركة هذا الشهر، وفي نفس الوقت تشعر بخوف من أثر هذا الصيام على صحة الجنين وصحتها، مؤكدا أن صيام شهر رمضان له العديد من الفوائد الصحية والنفسية والاجتماعية، وينسحب هذا الجانب النفسي والصحي حتى على المرأة الحامل؛ شريطة أن تكون في حالة صحية جيدة هي وطفلها.

ويضيف «جميع الحوامل لهن قدرة على الصيام، ولكن هناك حالات معينة يجب فيها الإفطار، والله سبحانه وتعالى رخص لهن بذلك، فالحامل التي تعاني من مشكلة صحية، لا تضر نفسها فقط، بل تضر جنينها أيضاً، ولأجل ذلك، هناك حالات معينة يسمح فيها بالإفطار، ومن ذلك مثلاً: خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، نجد حالات الوحم المصاحبة للتقيؤ».